شكرا أختي خلود
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أتمنى أن تكونوا بألف خير
هذه التدوينة ستكون نصف تقنية. هي عبارة عن قصتي بالمختصر المفيد في وطني، و أنا أحاول الخروج من القوقعة التي يحاصر بها بعضنا ان لم أقل أغلبنا هنا.
منذ بداية السنة الجديدة في الثانوي، كتلميذة جديدة و شخص جديد، لاحظت فروقات ضخمة بين المتوسط و الثانوي : أشخاص منفتحون، الجميع يسلم علي عند مرورهم بي رغم أنني لم أقابلهم من قبل، أشخاص مميزون و معروفون و محبوبون. هذه الفروقات و الصفات جعلتني أفكر، من أنا حقا؟ هل أنا مميزة حقا؟ و هل كنت لأحدث تغييرا في العالم بوجودي أو عدمه؟ لا أدري ان كانت هذه الأسئلة تتباذر على دهن كل طفلة مراهقة في سني، و لكني أحسست بضياع أفقدني قدرتي على كتابة مقال اخر، أو حتى عمل فيديو جديد تعليمي أفيد به غيري، و اكتئاب حتى أنني كنت على وجه الغاء كل ما صنعته هنا في مدة عامين أو أكثر لسبب تافه و هو فكره. أظن أن هذا يعود لعدم وجود تشجيع حقيقي لي هنا في وطني، فاذا قلت لأحد أنني أكتب في التقنيات أو أنني أقوم بعمل فديوهات تعليمية انهمر علي ضاحكا ساخرا، و ان قلت لأستاذ غار مني و انهمر علي قائلا: “لن تصلي الى أي مكان، من أنت حتى تصبحي كذا و تفعلي كذا و كذا” أي أنه تحطيم ذاتي و نفسي. و البارحة فقط بينما كنت أتجول الانترنت كعادتي :) وصلني ايميل منم صديقتي خلود مؤسسة مدونة دعني أرى ، و مما جاء فيها:
اليوم كنتي ومدونتك نموذج لفتيات في عمرك
كان عندي لقاء مع طالبات متوسط وثانوي نحدثهم عن العطاء وعن التطوع
فقلت لهم مثال رندا الجزائرية >> اللي هي انتي :D
وكلمتهم عنك وعن مدونتك وعن عزيمتك لتصلي للأفضل بين اللي حولك وكيف تميزتي وأنشأتي مدونة وأنشأتي دروس فيديو تفيدين فيها الآخرين
لمست الدهشة والإعجاب بعملك في عيون الطالبات ، وبإذن الله تكونين دافع لهم حتى يبدعون ويفيدون الآخرين بما يتميزون بهالله يوفقك يارندا ويجعلك دائما مميزة ويجعل ما تفعلينه في ميزان حسناتك :)
فور قراءة الرسالة، أصبحت عيناي مليئتان بالدموع لما قالته خلود عني و وصفتني به. أدركت حينها أنني مميزة كغيري، و يجب أن أفتخر بمن أكون و ألا أستسلم و أن أعطي أفضل صورة عما يمكن لأبناء الجزائر أن يفعلوا ان كانت لديهم ارادة و توفرت لهم الظروف. و في الأخير، أتوجه بالشكر التام لأختي و عزيزتي خلود لأنها دائما تشجعني و توجهني للأفضل و هي السبب الرئيسي و أول من دفعني لبداية الكتابة باللغة العربية و التكلم بها صوتا، لكـ خالص تحياتي و أتمنى من الله تعالى أن يجزيكـ حسنات و يرفعكـ درجات عنده و يحميكـ و يحفظـكـ من كل شر و عين.
رندا